اصل مثل الحيطة ليها ودان
سنة ١٣٧٩م كانت مصر تحت حكم السلطان المملوكي الظاهر برقوق، واحد وهوا ماشي كدة في حي الأزهر، ومعدي من جمب بيت شيخ اسمه "شهاب الدين أحمد الفيشي الحنفي" سمع صوت غريب جدا بيكلمه، بيناديه ويقوله "يا فلان اعمل كذا" .
طبعا الراجل اترعب، بص وراه ملقاش غير حيطة البيت، راح جاري طبعا، اول ما وصل وسط الناس وشافوه خايف كدة سألوه مالك؟ قالهم "الحيطة كلمتني".
وخدهم على حيطة شهاب الدين وطلب منهم يسمعوا بنفسهم، فا قربوا من الحيطة كدة وسمعوا لقوا الصوت بيكلمهم فعلا، صوت عظيم وغريب ومش آدمي خالص،
الناس هاجت وماجت
اللي يقول دي حيطة ملبوسة، واللي يقولك دا جن اتزنق في الحيطة، واللي يقولك دا واحد من الملايكة، واللي يقولك دي علامة من علامات يوم القيامة، وفضلت الناس والزوار يزيدوا عند الحيطة الغريبة دي يوم بعد يوم، والكلام ده كان في اول شهر رجب.
وخدهم على حيطة شهاب الدين وطلب منهم يسمعوا بنفسهم، فا قربوا من الحيطة كدة وسمعوا لقوا الصوت بيكلمهم فعلا، صوت عظيم وغريب ومش آدمي خالص،
الناس هاجت وماجت
اللي يقول دي حيطة ملبوسة، واللي يقولك دا جن اتزنق في الحيطة، واللي يقولك دا واحد من الملايكة، واللي يقولك دي علامة من علامات يوم القيامة، وفضلت الناس والزوار يزيدوا عند الحيطة الغريبة دي يوم بعد يوم، والكلام ده كان في اول شهر رجب.
الحيطة بعدها لما الناس زادت، بدأت تتنبّألهم بمستقبلهم، انتا هتتجوز، انتا هتخلف، انتا هتبقا امير، انتا مش عارف ايه، وبتتكلم بلسان فصيح، اي حد يسألها اي حاجة تجاوبه، ومقابل التنبؤات دي كانت الحيطة بتطلب فلوس، وبقا للحيطة جندي حارس شغلته يلم الفلوس دي للحيطة، وبقت الناس تدفع، والحيطة بقا الناس يحجولها زي الكعبة كدة وطوابير الناس والزحمة بالآلاف، ولا مولد سيدي العريان لدرجة انهم كانوا قربوا يعبدوها، واكابر البلد سابوا حالهم ومحتالهم وراحوا قعدوا قدام الحيطة، والدنيا وقفت وبقت مولد.
فا كان اللي معدي مع حد جنب الحيطة كان بيوطي صوته ويقول "شششش الحيطان ليها ودان" .
المحتسب بتاع القاهرة في الفترة دي كان القاضي جمال الدين محمود القيصري العجمي .
المحتسب مصدقش ان الحيطة ملبوسة فعلا وان اكيد فيه حيلة او نصباية معمولة في الحتة دي، وقرر انه يدور ورا القصة،
المحتسب بتاع القاهرة في الفترة دي كان القاضي جمال الدين محمود القيصري العجمي .
المحتسب مصدقش ان الحيطة ملبوسة فعلا وان اكيد فيه حيلة او نصباية معمولة في الحتة دي، وقرر انه يدور ورا القصة،
فا بقا يزور الحيطة كل يوم، يفتش البيت، يركز في الصوت، يسأل الناس والشهود، مفيش، الصوت مستمر وجي من الحيطة نفسها، والموضوع قرّب يكون نوع من الكفر او الشرك يعني.
فالمحتسب اتعصب، وقرر انه يخرّب الحيطة خالص، هد منها جزء، وخرب معظمها، وبوظ شكلها خالص وبقت مخرمة وحاجة نيلة على امل ان الصوت يبطل، ومشي.
لكن الصوت مبطلش، كمل كلامه بردو، والفلوس زادت، صاحب البيت واقف وسط الناس ومش ممكن يكون هوا اللي بيتكلم،
فضل الصوت يتكلم ويلم فلوس شهرين، لحد اخر شهر شعبان والناس بتصدق اكتر ، فا اخر ما المحتسب زهق، قفش الجندي اللي واقف عند الحيطة وبيلم فلوس وراح معذبه عشان يعترف، فضل وراه وفضل ورا القصة لحد ما في الاخر كشف الحيلة وعرف اللي فيها.
فضل الصوت يتكلم ويلم فلوس شهرين، لحد اخر شهر شعبان والناس بتصدق اكتر ، فا اخر ما المحتسب زهق، قفش الجندي اللي واقف عند الحيطة وبيلم فلوس وراح معذبه عشان يعترف، فضل وراه وفضل ورا القصة لحد ما في الاخر كشف الحيلة وعرف اللي فيها.
طلع ايه بقا؟
ان الشيخ احمد الفيشي ده كان متجوز، فا في يوم من الايام زعل مع مراته وهجرها يعني ممارسش حقوقه الشرعية، فا راحت اشتكت لصاحبه واللي هوا شيخ هوا كمان اسمه "ركن الدين عمر" فا قالها على فكرة مجنونة كدة، انها تحفر في الحيطة وتكشط نصها من جوا، وتوصل قرعة كدة "حاجة زي الحلة الكبيرة" وتتكلم منها وتخوف جوزها عشان يتعدل معاها،
فا مراته فعلا عملت كدة، وكانت تستناه ينام وتروح عند الحيطة تتكلم في القرعة من اوضة تانية جمب الحيطة وتنادي عليه "يا شهاب يا ابن احمد، صالح مراتك" ، فا كان الصوت بيطلع مرعب جدا، وكان الشيخ بيصحى مفزوع وميت من الرعب، لحد ما مرة ورا التانية من خوفه كلم الصوت وقاله حاضر هصالح مراتي، وفعلا صالحها ورجعت المية لمجاريها،
بعد كام يوم مراته في ساعة صفا كدة وصاحبه عندهم في البيت، حكتله الحيلة اللي عملتها عشان يصالحها، وانها عملت كدة بالاشتراك مع صاحبه ركن الدين عمر، فا الفكرة لمعت في دماغ احمد الفيشي وركن الدين عمر، اللي هوا طب ليه منكررش الحكاية دي بس مع الناس ونلم منهم فلوس؟
واتفقوا على ان مراته تقعد في الاوضة تكلم الناس من جوه، وهوا هيكون برة عشان الشبهات، ويبدأوا يلموا الفلوس من الناس.
المحتسب قبض عليهم، وراح للظاهر برقوق حكاله وقدمله تقرير، فا قرر الظاهر برقوق انه يعاقبهم بالتسمير والتجريس،
المصادر :
- النجوم الزاهرة للمقريزي
- انباء الغمر لابناء العمر لابن حجر العسقلاني
- نفح الطيب للمقري
- معالم القربة في طلب الحسبة لإبن الإخوة
- مرويات الفكر الغيبي للدولة المملوكية لجامعة بغداد
- انباء الغمر لابناء العمر لابن حجر العسقلاني
- نفح الطيب للمقري
- معالم القربة في طلب الحسبة لإبن الإخوة
- مرويات الفكر الغيبي للدولة المملوكية لجامعة بغداد